Kitobni o'qish: «مـــصــيــر الـتـنـــانـيــــن »
مـــصــيــر الـتـنـــانـيــــن
( الكتاب الثالث في سلسلة "طوق الساحر" )
مورغان ريس
ترجمة: محمد أويس ذو الغنى
عن الكاتب مورغان رايس
مورغان رايس هو مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا "مجلة مصاصي الدماء " وهي سلسلة شباب بالغين تتألف من أحد عشر كتاباً (و النشر مال زال مستمراً); # 1 السلسلة الأكثر مبيعا "ثلاثية البقاء" وهي قصة رعب رهيبة تضم كتابين (و النشر مال زال مستمراً); و # 1 السلسلة الأكثر مبيعا ملحمة الخيال "طوق الساحر" تضم ثلاثة عشر كتاباً (و النشر مال زال مستمر).
كتب مورغان متوفرة في إصدارات مسموعة ومطبوعة, وتتوفر باللغات الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية واليابانية والصينية والسويدية والهولندية والتركية والمجرية والتشيكية والسلوفاكية (مع المزيد من اللغات قريباً).
(كتاب # 1 في مجلات مصاص الدماء ) السعي من أجل البطولة, ( كتاب رقم 1 في طوق الساحر) كلاهما متاحان للتنزيل مجاناً على متجر سوق بلاي !
مورغان يحب أن يسمع منك, لذلك لا تترد في زيارة www.morganricebooks.com للانضمام إلى قائمة البريد الإلكتروني لديه والحصول على الكتب مجاناً و تلقي الهدايا, قم بتحميل التطبيق مجاناً واحصل على آخر الأخبار الحصرية. تواصل معنا عبر الفيسبوك و تويتر وابقى على اطلاع بكلّ جديد !
بعض التعليقات المختارة عن مورغان رايس
"سلسلة "طوق الساحر" لديها كل المقومات لتحقيق النجاح :المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة. سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. أوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية."
-- ناقد الأفلام والكتب: روبرتو ماتوس.
"رايس يقوم بعمل عظيم بجذبكم للقصة من البداية, باستخدام نوعية تصويرية رائعة تفوق مجرد لوحة العرض... مكتوبة بشكل رائع و يمكن قراءتها بسرعة "
-- الناقد بلاك لاجون (بخصوص الصياغة)
"إنها قصة مثالية للقرّاء الشباب. مورغان رايس قام بعمل جيد بنسج التحول بشكلٍ مثير للاهتمام... منعش وفريد من نوعه. السلسلة تركز حول فتاة واحدة. ..فتاة واحدة غير عادية... سهلة القراءة لكن وتيرتها سريعة للغاية... تقييم PG "
-- The Romance Reviews ( (بشأن تغير الأحداث).
"جذبت انتباهي منذ البداية ولم أستطع التوقف حتى أكملتها... هذه القصة هي حكاية مذهلة ذات إيقاعٍ سريع و مليئة بالأحداث منذ البداية. لا يمكنك إيجاد أيّ أحداث تشعرك بالملل."
-- Paranormal Romance Guild (بشأن تغير الأحداث).
"القصة المليئة بالأحداث, الرومانسية و المغامرة و التشويق. سوف تضع يدك على قلبك أثناء قراءتها و ستقع في الحب من جديد."
-- vampirebooksite.com (بشأن تغير الأحداث).
"مؤامرة كبيرة فهذا هو النوع من الكتب الذي يجعلك لا تستطيع أن تتركه حتى تقوم بإنهائه. النهاية دائماً مشوقة و مذهلة و تجعلك تريد فوراً شراء الكتاب التالي من أجل أن ترى ما الذي سيحصل."
-- The Dallas Examiner (بشأن الحب).
"كتاب منافس لكتب TWILIGHT و VAMPIRE DIARIE, و أحد القص التي من شانها أن تجعلك ترغب في القراءة حتى الصفحة الأخيرة. إذا كنت من محبيّ المغامرة و مصاصي الدماء فهذا الكتاب مناسبٌ جداً بالنسبة لك."
-- Vampirebooksite.com (بشأن تغير الأحداث).
"يثبت مورغان ريس نفسه مرةً أخرى بأنه أحد الروائيين الموهوبين للغاية... و هذا يستقطب مجموعةً كبيرةً من الجمهور, بما في ذلك المتابعين المراهقين لهذا النوع من الخيال و مصاصي الدماء. تنتهي بتشويق غير متوقع يتركك بصدمةٍ كبيرة."
--The Romance Reviews (بشأن الحب)
طوق الساحر
السعي من أجل البطولة (1)
مسيرة الملوك (2)
مصير التنانين (3)
صرخة شرف (4)
قَسم الشرف (5)
ثمن الشجاعة (6)
طقس السيوف (7)
هبة الأسلحة (8)
سماء السحر (9)
بحر الدروع (10)
عهد الفولاذ (11)
أرض النار (12)
حكم الملكات (13)
ثلاثية البقاء
الميدان الأول (1)
الميدان الثاني (2)
يوميات مصاص دماء
التحول (1)
الحب (2)
الخيانة(3)
القدَر(4)
الأمل (5)
الوعد بالزواج (6)
المنذور(7)
الموجود (8)
البعث (9)
الشهوة (10)
القدر المحتوم (11)
حقوق التأليف والنشر © 2012 من قبل مورغان رايس, جميع الحقوق محفوظة. باستثناء ما هو مسموح به بموجب قانون حقوق النشر الأمريكي لعام 1976, لا يجوز نسخ أي جزء من هذا المنشور أو توزيعه أو نقله بأي شكل أو وسيلة, أو تخزينه في أنظمة التخزين واسترجاع البيانات دون الحصول على إذن مسبق من المؤلف. تم ترخيص هذا الكتاب الالكتروني لتسليتك الشخصية فقط . لا يجوز إعادة بيع أو منحه إلى أشخاص آخرين. إذا كنت ترغب في مشاركة هذا الكتاب مع شخص آخر يرجي شراء نسخة إضافية لكل مستلم. إذا قرأت هذا الكتاب دون شرائه أو لم يتم شرائه لاستخدامك الخاص فقط, يرجى إعادته وشراء نسختك الخاصة. أشكرك على احترام العمل الشاق لهذا الكاتب. هذا عمل خيالي. الأسماء والشخصيات والمؤسسات والأماكن والأحداث والحوادث إما هي نتاج خيال المؤلف أو تم استخدامها وهمياً. وأي تشابه مع أشخاص حقيقين, أحياء أو أموات, هو من قبيل الصدفة تماماً. حقوق طبع ونشر صورة غلاف الكتاب من قبل RazoomGame, وتستخدم بموجب ترخيص من Shutterstock.com.
المحتويات
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الأول
اندفع الملك ماكلاود إلى أسفل المنحدر, يجتاز المرتفعات, نحو جانب مملكة ماكجيل من المرتفعات, ومئات الرجال يندفعون وراءه وهو يجري على حصانه نحو أسفل الجبل. أمسك ماكلاود سوطه, رفعه في الهواء وأنزله بقوة على جلد حصانه, لم يكن حصانه يحتاج إلى الدفع ولكنه يحبّ أن يجلده بكل الأحوال. كان يتمتع بإلحاق الألم بالحيوانات.
سال لعاب ماكلاود حين نظر إلى المشهد أمامه, قرية من مملكة ماكجيل, قرية مثالية, رجالها في الحقول والنساء في المنزل, والملاءات منتشرةٌ على الحبال, كان أهلها بالكاد يرتدون الملابس في هذا الجو الصيفي. كانت أبوب المنازل مفتوحة والدجاج منتشر بحرية هنا وهناك, والقدور تغلي بطعام العشاء. كان يفكر بالأضرار التي سيسببها لهم, وكم سيكسب من نهبه هذه الأرض, والنساء التي سيسبب لها بالألم, وبينما كان يفعل ذلك, كانت ابتسامته تتسع. شعر بأنه يتذوق الدم الذي يستعد لسفكه.
اندفعوا بقوة أكبر, خيولهم تهدر مثل الرعد, ينتشرون نحو ريف المملكة. وأخيراً, لاحظ أحدٌ ما ذلك, حارس القرية. كان جندياً يثير الشفقة, صبي في سن المراهقة, يحمل حربة صغيرة, وقف والتفت إلى صوت هدير أحصنتهم. استطاع ماكلاود أن ينظر إلى عينيه جيداً, ويرى الخوف والهلع في وجهه. في هذه البؤرة النائية, لم يسبق لمثل هذا الصبي رؤية معركةٍ في حياته. كان غير مستعد أبداً.
لم يضيّع ماكلاود دقيقة واحدة, كان يريد أن يبدأ بالقتل, كما كان دائماً في المعارك. كان رجاله يعرفون تماماً ما يريد.
جلد حصانه مرة أخرى حتى صهل وازدادت سرعته, مبتعداً عن الآخرين. رفع رمح أجداده الذي كان من الحديد الثقيل, رجع إلى الخلف, ثم ألقاه بقوة.
وكما جرت العادة, كان رمحه يصيب دائما, بينما كان الصبي يلتفت اخترق الرمح ظهره, ملقياً به نحو الشجرة مع ضوضاء مخيفة. سال الدم من ظهره وكان ذلك كافياً لإسعاد ماكلاود.
أخرج ماكلاود صرخة فرحٍ قصيرة بينما تابعوا الهجوم, نحو جميع أنحاء أرض ماكجيل, عبر سيقان الذرة الصفراء التي تتمايل في الريح, والتي غطت حتى فخذي فرسه, اتجهوا نحو بوابة القرية. كان يوماً جميلا جداً, صورة جميلة للغاية, على وشك أن يدمروها.
اندفعوا نحو بوابة القرية غير المحمية, كان مكاناً غبياً بما يكفي ليكون موقعه على مشارف مملكة ماكجيل. كان من المفترض أن يكون محمياً أكثر من ذلك, فكر ماكلاود بازدراء, بينما كان فأسه يتأرجح بيده و يقطع لافتة اسم المكان الخشبية. سيعيد ماكلاود تسميتها قريباً.
اقتحم رجاله المكان, واندلعت صرخات النساء والأطفال وكبار السن من حوله, ومن كل من كان يسكن هذا المكان البائس. ربما كان هناك مئات الأرواح السيئة الحظ, وكان ماكلاود مستعداً لجعلهم جميعا تعساء بما فيه الكفاية..
رفع ماكلاود فأسه عالياً وركز على امرأةٍ واحدةٍ على وجه الخصوص, ركضت المرأة وظهرها له, محاولة الوصول إلى منزلها لتنجو بنفسها. ولكنها لم تستطع.
ضربها فأس ماكلاود في الجزء الخلفي من ساقها, كما كان يريد, ثم وقعت على الأرض مع زعقةٍ قوية. لم يكن يريد قتلها, كان يريد تشويهها فقط. في النهاية, كان من دواعي سروره أن تكون على قيد الحياة مع الألم الذي سببه لها. لقد اختارها بعد تفكير جيد, كانت امرأة طويلة, بشعر أشقر جامح ووركين ضيقتين, كانت بالكاد فوق سن الثامنة عشر. ستكون له. وربما حين ينتهي منها سيقتلها. أو ربما لا, ربما كان سيبقيها عبدة له.
صرخ في بهجة بينما كان يتجه نحوها وقفز من فوق حصانه, ونزل فوق جسدها, محتجزا الفتاة على الأرض. تدحرج معها على التراب, وهو يشعر بحجارة الطريق, ابتسم حين شعر أنها ترغب في أن تكون على قيد الحياة.
أخيراً, كان للحياة معنىً مرة أخرى.
الفصل الثاني
وقف كندريك في وسط الجو المشحون, داخل قاعة الأسلحة, محاطاً بالعشرات من إخوته, كل أعضاء الفضة, ينظرون بهدوء إلى دارلوك, قائد الحرس الملكي الذي قد أرسل في مهمة تعيسة. بماذا كان يفكر دارلوك؟ هل يعتقد حقاً أن بإمكانه السير إلى قاعة الأسلحة ومحاولة اعتقال كندريك, أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية, وكل ذلك أمام إخوته في السلاح؟ هل كان يعتقد حقاً أن الآخرين سيقفون جانباً مكتوفي الأيدي ويسمحون له بذلك؟ لقد قلل كثيراً من شأن ولاء أعضاء فرقة الفضة لكندريك. حتى لو جاء دارلوك مع مرسوم شرعي لاعتقاله, والأمر طبعاً لم يكن كذلك, لقد كان كندريك يشكّ في أن يسمح إخوته باقتياده بعيداً. لقد كانوا أوفياء في الحياة, وأوفياء في الموت. كانت هذه عقيدة الفضة. كان سيتصرف بنفس الطريقة لو أنّ أيّاً من إخوته كان مهدداً. في النهاية, لقد كانوا يتدربون سوياً, ويقاتلون معاً, طيلة حياتهم.
كان كندريك يشعر بالتوتر الذي كان معلقاً بصمت المكان, وأفراد الفضة قد حملوا أسلحتهم في وجه عشرات من الحرس الملكي, الذين كانوا يقفون وينظرون بعدم ارتياح. لا بد أنهم كانوا على علم أنه سيكون هناك مجزرةٌ إذا حاول أحد منهم تحريك سيفه, وبحكمة, لم يحاول أحد منهم ذلك. وقف جميعهم هناك, ينتظرون أمراً من قائدهم.
كان دارلوك ينظر بقلقٍ وتوتر, لقد أدرك أن مهمته ميؤوس منها.
"يبدو أنك لم تأتي بما يكفي من الرجال," ردّ كندريك بهدوء, مبتسماً. "عشرات من حرس الملك ضد مئة من الفضة, هذه معركةٌ خاسرة."
بدا وجه دارلوك شاحباً جداً, تنحنح قليلاً.
"سيدي, نحن جميعنا نخدم المملكة نفسها, لا أرغب في القتال ضدكم. أنت على صواب, هذه معركة لن نتمكن من الفوز بها. إذا أمرتنا, فإننا سوف نترك المكان ونعود إلى الملك."
"ولكن أنت تعرف أن غاريث سيرسل المزيد من الرجال إليك, رجالاً مختلفون. وأنت تعرف إلى أين سيؤدي هذا, ربما ستستطيع قتلهم جميعاً. ولكن هل تريد حقاً أن تتلطخ يداك بدم إخوتك؟ هل تريد حقاً إشعال حرب أهلية؟ بالنسبة لك, فإن رجالك سيعرضون حياتهم للخطر من أجلك. وسيقتلون أي شخص. ولكن هل هذا منصف لهم؟"
حدّق كندريك, وهو يفكر بكل هذا. كان دارلوك محقاً, لم يكن يريد لأحد من رجاله أن يتأذى بسببه. كان يشعر برغبةٍ عارمةٍ لحمايتهم من سفك الدماء, مهما كان ذلك يعني له. ومهما كان أخاه غاريث مروعاً, ومع أنه حاكم سيء, لم يرد كندريك إشعال حربٍ أهلية, على الأقل, ليس بسببه. هناك طرقٌ أخرى, المواجهة المباشرة, لقد تعلم أن القتال لم يكن دائماً الطريق الأكثر فعالية.
التفت كندريك وخفض ببطء سيف صديقه أتميه, ثم التفت نحو إخوته الآخرين. وقد طغى عليه الامتنان لهم لدفاعهم عنه.
"زملائي أعضاء الفضة," نادى كندريك. "أنا ممتن لدفاعكم عني, وأؤكد لكم أن هذا لن يذهب سدىً. كما تعرفونني جميعكم, لم يكن لي أيّ علاقةٍ باغتيال والدي, ملكنا الحقيقي. وحين أجد قاتله الحقيقي الذي أعتقد أنني عرفته من طبيعة هذه الأوامر, يجب أن أكون أول من ينتقم منه. لقد اتهمت زوراً. كما قال, أنا لا أرغب في أن أكون دافعاً لحرب أهلية. لذلك أرجوكم, أخفضوا أسلحتكم. سأسمح لهم بأخذي بشكل سلمي, لا ينبغي من أجل فرد من الطوق أن تقاتلوا فرداً آخر. إذا عاشت العدالة, حينها ستظهر الحقيقة, وسوف أعود لأكون بينكم على الفور."
خفض أعضاء الفضة أسلحتهم ببطء وعلى مضض, بينما التفت كندريك إلى دارلوك. تقدم كندريك إلى الأمام ومشى مع دارلوك نحو الباب, وحرس الملك يحيطون به. مشى كندريك بفخر, في الوسط, منتصب القامة. لم يحاول دارلوك تكبيله, ربما احتراماً أو خوفاً, أو ربما لأنه يؤمن ببراءته. سيذهب كندريك بنفسه إلى سجنه الجديد. لكنه لن يستسلم بسهولة. سيبرئ اسمه بطريقه أو بأخرى, سيحرر نفسه من الزنزانة ويقتل قاتل أبيه. حتى لو كان أخاه.
الفصل الثالث
وقفت جويندولين داخل القلعة, وشقيقها غودفري بجانبها, يحدقان نحو ستيفن وهو واقف هناك, يراوغ, ويلوي يديه. لقد كان غريب الشكل, ليس فقط لأنه مشوّه, ظهره ملتوي ومنحني ولكن لأنه يبدو بأنه مليء بطاقة عصبية. عيناه لم تتوقف عن التحرك, وكان يشبك يديه باستمرار كما لو كان قد ارتكب ذنباً بهما.
لقد كان يثير الضوضاء في المكان, وهو يبدل بين قدم وقدم, ويهمهم مع نفسه بصوت عميق. كل هذه السنوات التي قضاها هنا في الأسفل, تخيلت جوين ذلك, كل هذه السنوات من العزلة تركت في شخصيته طابعاً غريباً.
انتظرت جوين على أمل أن يستطيع التحرر والكلام, حتى تكتشف ما حدث لوالدها. ولكن حين أصبحت الثواني دقائق, وستيفن يزداد تعرقاً, وازدادت حركاته أكثر من قبل بكثير, لم يحصل شيء. استمر هناك الصمت الثقيل, يتخلله فقط ضوضاء همهماته.
بدأت جوين بالتعرق هي أيضاً في هذا المكان, والنيران تزأر من الحفر القريبة جداً في هذا اليوم الصيفي. كانت تريد الانتهاء من هذا, لتغادر هذا المكان ولا تعود إليه مرة أخرى أبداً. كانت تتفحص ستيفن, في محاولة لفهم تعابير وجهه, لمعرفة ما يدور في عقله. لقد وعدهم بأن يقول لهم شيئا ما, ولكنه الآن غارقٌ في الصمت. حين كانت تتفحصه, بدا لها أن أفكاراً أخرى تدور في عقله. كان من الواضح أنه كان خائفًا. لقد كان لديه شيءٌ ما يخفيه.
أخيراً, تنحنح ستيفن.
"سقط شيء ما أسفل المزلق في تلك الليلة, أنا أعترف بذلك," بدأ الكلام, وهو يبعد عينيه عنهما, وينظر إلى مكانٍ ما من الأرض, "ولكن لم أكن متأكداً ما هو. كان من المعدن. أخذنا وعاء النفايات خارجاً في تلك الليلة, وسمعت صوت شيء ما يقع في النهر. شيئا مختلفاً. لذلك," قال, وهو يتنحنح عدة مرات بينما يشبك يديه ببعضهما, "كما ترون, أياً كان ذلك الخنجر, فلا بد أن تيارات النهر قد جرفته."
"هل أنت متأكد؟" سأل غودفري.
أومأ ستيفن بقوة.
تبادل جوين وغودفري النظرات.
"هل استطعت أن تنظر إليه على الأقل؟" ألح غودفري.
هز ستيفن رأسه.
"لكنك أشرت إلى أنه خنجر. كيف عرفت أنه كان خنجراً إذا لم تراه؟" سألت جوين. لقد كانت تعلم أنه يكذب. لم تعرف لماذا.
تنحنح ستيفن.
"لقد قلت ذلك كافتراض فقط," أجاب. "كان صغيراً ومن المعدن. ماذا يمكن أن يكون؟"
"لكن هل تحققت من أسفل الوعاء؟" سأل غودفري. "بعد أن أفرغته؟ ربما لا يزال في الوعاء, في القاع."
هز ستيفن رأسه.
"لقد تحققت من القاع," قال. "أفعل هذا دائماً. لم يكن هناك شيء, لقد كان فارغاً. مهما كان, لقد جُرف بعيداً. لقد رأيته يطفو من بعيد."
"إذا كان معدناً فكيف يطفو؟" سألت جوين.
هز ستيفن كتفيه.
"النهر غامض," أجاب. "التيارات قوية."
تبادل جوين نظرة شكٍّ مع غودفري, واستطاعت أن ترى أنه لا يصدق ستيفن أيضاً.
بدأ صبر جوين ينفذ. الآن, كانت مصابةُ بحيرة كبيرة. قبل لحظات, كان ستيفن سيخبرهم بكل شيء, كما وعدهم. ولكن يبدو أنه غيّر رأيه فجأة.
تقدمت جوين خطوة لتقترب منه أكثر, عبست, وقد شعرت أن لدى هذا الرجل ما يخفيه. ظهرت على وجهها ملامح قاسية, وحين فعلت ذلك, شعرت بقوة والدها تندفع داخلها. كانت مصممةً على اكتشاف كلّ ما كان يعرفه, لا سيما إذا كان أمراً سيساعدها في العثور على قاتل والدها.
"أنت تكذب," قالت, بصوت فولاذي بارد, وقوة مفاجأة فيه أدهشتها هي نفسها. "هل تعرف ما هي عقوبة الكذب على أحد أفراد العائلة المالكة ؟"
شبك ستيفن يداه ووثب في المكان, وهو يلقي نظرة خاطفة في وجهها, ثم نظر بعيداً بسرعة.
"أنا آسف," قال. "أنا آسف. من فضلك, ليس لدي المزيد لأقوله."
"لقد طلبت منا أن تبقى بعيداً عن السجن إذا أخبرتنا كل شيء تعرفه," قالت. "لكنك لم تخبرنا بشيء, لماذا طلبت منا ذلك إذا لم يكن لديك شيءٌ لتقوله ؟"
لعق ستيفن شفتيه و نظر إلى الأرض.
"أنا...أنا....أم," بدأ الكلام ثم توقف. تنحنح قليلاً. "لقد كنت قلقاً...بأنني سأقع في ورطة لعدم إبلاغكم بأن شيئاً ما وقع عبر المزلق. هذا هو كل شيء, أنا آسف. أنا لا أعرف ماذا هو هذا الشيء. لقد اختفى الآن."
ضاقت عينا جوين, وهي تحدق في وجهه, محاولة الوصول إلى داخل هذه الشخصية الغريبة.
"ماذا حدث لسيدك بالضبط؟" سألت, مواصلة النظر إليه بنفس الطريقة. "قيل لنا أنه مفقود. وأن لك علاقة بذلك."
هز ستيفن رأسه مراراً وتكراراً.
"لقد غادر," أجاب ستيفن. "هذا كل ما أعرفه, أنا آسف. أنا لا أعلم شيئا يمكن أن يساعدك."
فجأة سمع ضوضاء تدفق صاخبة في جميع أنحاء الغرفة, التفت جميعهم ورأوا النفايات تتدفق من المزلق وتهبط في وعاء النفايات الضخم. التفت ستيفن وركض عبر الغرفة, يسرع نحو الوعاء. وقف بجانبه, يشاهده وهو يمتلئ بالنفايات من الغرف العلوية.
نظرت جوين نحو غودفري الذي حدق في وجهها, لقد بدت على وجههما الحيرة على حد سواء.
"مهما كان الشيء الذي يخبئه," قال, "فإنه لن يستسلم."
"يمكننا أن نأمر بسجنه," قال غودفري. "هذا يمكن أن يجبره على التكلم."
أومأت جوين برأسها بالنفي.
"لا أعتقد ذلك, ليس مع شخصٍ مثله. من الواضح أنه خائفٌ للغاية. أعتقد أن له علاقة باختفاء سيده. إنه مشتت بسبب شيء ما بشكل واضح, ولا أعتقد أن لهذا الشيء علاقة بوفاة والدنا. أعتقد أنه يعرف شيئا من الممكن أن يساعدنا, ولكن لدي إحساس بأن الضغط عليه لن يؤدي إلا إلى انغلاقه."
"ما الذي علينا فعله؟"
وقفت جوين هناك, تفكر. تذكرت صديقاً لها, عندما كانت شابة, المرة الوحيدة التي قبض عليها وهي تكذب. تذكرت حين ضغط عليها والداها بكل الطرق لمعرفة الحقيقة, لكنها لم تقل. ولكن في وقت لاحق, بعد أسابيع فقط, عندما كان الجميع قد تركها وشأنها, ذهبت واعترفت بكل شيء طوعاً. شعرت جوين بنفس الشيء في ستيفن, بأنه حصره في الزاوية لن يفيد بشيء, وأنه يحتاج بعض الحرية ليأتي بنفسه ويتكلم. "دعنا نمنحه الوقت," قالت جوين بهدوء. "لنبحث في مكان آخر. لنرى ما يمكننا معرفته, وسنعود إليه حين يكون لدينا أكثر من ذلك. أعتقد أنه سيكون حينها مستعداً."
التفت جوين وراقبته, عبر الغرفة, يتفحص النفايات بينما يمتلئ الوعاء بها. شعرت بشكل مؤكد أنه سيقودهم إلى قاتل والدهم. لقد شعرت بذلك فقط دون أن تعرف كيف. تساءلت عن الأسرار التي يخفيها في تلابيب عقله. لقد كان شخصاً غريباً جداً, فكرت به جوين. في الواقع ,غريباً للغاية.
الفصل الرابع
حاول تور التنفس حين بدأ يرمش والمياه تغطي عينيه, أنفه وفمه, وتنهمر حوله من كل مكان. بعد أن انزلق عبر السفينة, تمكن أخيراً من التمسك بالسور الخشبي, وتشبث به حفاظاً على حياته بينما كانت المياه تدفعه بعيداً. كانت كل عضلة من جسده تهتز, ولم يكن يعرف كم سيمكنه التحمل أكثر.
كل إخوته من حوله فعلوا الشيء نفسه, متشبثين للنجاة بحياتهم بكل ما أمكنهم بينما كانت المياه تدفعهم لإخراجهم من القارب. بطريقة أو بأخرى, است طاعوا الصمود.
كان الصوت يصم الآذان, وكان من الصعب أن يرى أكثر من بضعة أقدام أمامه. على الرغم من أنه كان يوماً صيفياً, كان المطر بارداً, وكان الماء يصيبه بقشعريرة في جسده لم يستطع التخلص منها. وقف كولك هناك, مقطب الحاجبين, يداه على وركه كما لو أنه لا يكترث لجدار المطر, وصاح بكل من حوله.
"عودوا إلى مقاعدكم!" صرخ. "إلى التجديف!"
أخذ كولك مقعداً بنفسه وبدأ التجديف, وخلال لحظات انزلق الأولاد وزحفوا عبر السفينة, وعادوا إلى مقاعدهم. قصف قلب تور لأنه أفلت يديه, وكان يكافح لعبور سطح السفينة. كروهن, داخل قميصه, يأن, حين انزلق تور ثم سقط بقوة على السطح.
زحف بقية الطريق وسرعان ما وجد نفسه مرة أخرى في مقعده.
"اربطوا أنفسكم!" صرخ كولك.
نظر تور إلى الأسفل ورأى الحبال السميكة تحت مقعده, وأدرك أخيراً سبب وجودهم, انحنى قليلاً وعقد احداها حول معصمه, وقيد نفسه إلى المقعد والمجداف.
لقد نجح في ذلك, توقف عن الانزلاق. وبسرعة كان قادراً على معاودة التجديف.
استأنف جميع الأولاد من حوله التجديف, وأخذ ريس مقعداً أمامه, شعر تور بتحرك السفينة. وفي غضون دقائق قليلة, ابتعدوا قليلاً عن جدار المطر أمامهم.
بينما كانوا يجدفون ويجدفون, احترق جلده من هذا المطر الغريب, كانت كل عضلة في جسمه تؤلمه, وأخيراً بدأ صوت المطر يهدأ, وبدأ تور يشعر أن كميات أقل من المياه تنهمر فوق رأسه. في بضعة لحظات, شرقت الشمس فوقهم.
نظر تور, متفاجئا, لقد كان كل شيء جافاً تماماً. كان ذلك من أغرب الأشياء التي رآها في حياته, كان نصف السفينة جافاً, والشمس مشرقة, في حين أن نصف السفينة الآخر يهطل عليه المطر بينما كانوا على وشك الانتهاء من المرور عبر جدار المطر.
أخيراً, كانت السفينة بأكملها تحت سماء زرقاء وصفراء صافية, والشمس الدافئة تشرق عليهم. ساد الصمت الآن, وجدار المطر اختفى بسرعة, وقد بدا على جميع إخوته الذهول. كان الأمر كما لو أنهم عبروا الستار إلى عالم آخر.
"استراحة!" صرخ كولك.
كل من حول تور ألقوا المجاديف مع تأوه جماعي, يلهثون ويتنفسون بصعوبة. فعل تور الشيء نفسه, وهو يشعر بكل عضلة في جسمه ترتجف, كان سعيداً لأنه حصل على استراحة. انخفض أكثر, يلهث بشدة ويحاول أن يرخي عضلاته التي تؤلمه بينما كانت سفينتهم تبحر في هذه المياه الجديدة.
استعاد تور أنفاسه قليلاً ونظر حوله. نظر إلى الأسفل نحو المياه, ورأى أن لونها قد تغير, إنها الآن بلون أحمر خفيف متوهج. لقد دخلوا بحراً مختلفاً.
"بحر التنانين," قال ريس, بجانبه, وهو ينظر أيضاً بتعجب. "يقولون أن لونه أحمر بسبب دماء ضحاياه."
نظر تور إلى المياه مرة أخرى. كانت الفقاعات في كل مكان, ورأى حيوانات غريبة تخرج من الماء للحظات ثم تعود إليها. لم يكن هناك وقت كاف لتفحصهم, ولم يكن يريد أن يجرب حظه ويقترب أكثر من ذلك.
التفت تور ونظر إلى كل شيء معاَ, مشوشاً. كل شيء هنا, في هذا الجانب من جدار المطر يبدو غريباً, ومختلفاً للغاية. حتى أنه كان هناك ضباب أحمر طفيف في الهواء, يحوم على ارتفاع منخفض فوق الماء. لقد استطلع تور الأفق ورأى العشرات من الجزر الصغيرة, منتشرةً كحجارة في الأفق.
هبّ نسيم قوي وبينما تقدم كولك إلى الأمام وصاح:
"ارفعوا الأشرعة!"
قفز تور إلى العمل مع جميع الصبية من حوله, أمسكوا بالحبال, ورفعوهم للحاق بالنسيم. حملت عاصفة من الرياح الأشرعة وشعر تور بأن السفينة تتحرك تحته أسرع من أي وقت مضى, وأنها تتجه نحو الجزر. اهتزت السفينة على الأمواج ضخمة, اندفعت من العدم وبدأت بالتحرك بلطف صعوداً وهبوطاً.
تقدم تور نحو مقدمة السفينة وانحنى على الحاجز الحديدي و نظر. جاء ريس ووقف بجانبه, وتقدم أوكونور إلى جانبه الآخر. وقفوا جميعهم جنباً إلى جنب, ووقف تور يشاهد اقترابهم من سلسلة الجزر. وقفوا هناك في صمت لفترة طويلة, وتور يستمتع بالنسائم الرطبة بينما جسده يسترخي.
أخيراً, أدرك تور أنها تتجه نحو جزيرة واحدة على وجه الخصوص. كانت الجزيرة تبدو واضحة أكثر, وشعر تور ببعض البرد حين أدرك أن وجهتهم إليها.
"جزيرة الضباب," قال ريس في رهبة.
تفحص تور المشهد أمامه في دهشة. بدأ شكل الجزيرة يتوضح له, كانت جزيرة صخرية وعرة, جرداء, تمتد على مدى عدة أميال في كل اتجاه, طويلة وضيقة, على شكل حدوة حصان. كانت الأمواج ترتطم بشواطئها, وصوتها الهادر يسمع حتى من هنا, مشكّلةً رذاذاً هائلاً من الرغوة حين تصطدم بالصخور الضخمة. كان هناك وراء الصخور أصغر شريط من الأرض, ثم جدار من المنحدرات التي ارتفعت بشكل مستقيم. لم يرى تور مكاناً آمناً كي ترسوا السفينة فيه بسلام.
ومما زاد من غرابة هذا المكان, أن الضباب الأحمر ينتشر في كل أرجاء الجزيرة, مثل الندى, ويتألق تحت أشعة الشمس. كان يعطي شعوراً بالتشاؤم. لقد شعر تور بشيء غير بشري وغريب حول هذا المكان.
"يقولون أن عمرها ملايين السنين," أضاف أوكونور. "إنها أقدم من الطوق. حتى أنها أقدم من الإمبراطورية."
"إنها تنتمي للتنانين," أضاف إيلدين, وهو يتقدم إلى جانب ريس.
بينما كان تور يشاهد, فجأة انخفضت الشمس الثانية في السماء, وتحول اليوم في لحظات من شمس مشرقة إلى غروب تقريباً, تلطخت السماء بالأحمر والبنفسجي. لم يستطع تصديق ذلك, لم ير مثل هذا التحول السريع من قبل.
تساءل ما الذي يمكن أن يكون مختلفاً أيضاً في هذا الجزء من العالم.
"هل يعيش التنين على هذه الجزيرة؟"
أومأ إيلدين برأسه بالنفي.
"لا, لقد سمعت أنه يعيش بالقرب من هنا. يقولون أن الضباب الأحمر بسبب أنفاس التنين. إنه يتنفس ليلاً على الجزيرة المجاورة, ثمّ يحمل الرياح أنفاسه ويغطي الجزيرة بأكملها في النهار."
سمع تور ضجة مفاجئة. بدا في البداية وكأنه قعقعٌة منخفضة, مثل الرعد, صوت طويلٌ وعالٍ بما يكفي ليهزّ السفينة. كان كروهن ما يزال في قميصه, أدخل رأسه واختبأ وهو يأن.
كان الجميع يلتفت حوله, التفت تور أيضاً و نظر حوله, كان يعتقد أنه يرى في مكان ما في الأفق خطوط عريضة خافتة من ألسنة اللهب تقترب من غروب الشمس, ثم تختفي في دخان أسود, مثل ثورة بركان صغير.
"التنين," قال ريس. "نحن الآن في أراضيها."
خفق قلب تور وهو يتساءل.
"ولكن كيف سنكون في أمان هنا؟"
"أنت لست آمناً في أي مكان," خرج صوت مدوٍّ.
التفت تور لرؤية كولك يقف هناك ويداه على وركيه, يراقب الأفق فوق أكتافهم.
"هذا هو الهدف من المئة يوم, أن تعيش في خطر الموت كل يوم. هذا ليس تدريباً. التنين يعيش بالقرب من هنا, وليس هناك ما يمنعه عن مهاجمتنا. على الأرجح أنه لن يفعل, لأنه يقوم بحراسة كنزه على جزيرته الخاصة, والتنين لا يحب أن يترك كنزه بدون حراسة. ولكن سنسمع زمجرته ونرى نيرانه ليلاً. وإذا قمنا بإغضابه بطريقة أو بأخرى, لا يمكن أن نعرف ما الذي يمكن أن يحدث."
سمع تور صوت زمجرة منخفضةٍ آخر, رأى انفجار آخر من اللهب في الأفق. شاهد ارتطام الأمواج عند صخور الجزيرة بينما كانوا يقتربون منها. كان ينظر على المنحدرات الشديدة الانحدار, جدار من الصخور, وتساءل كيف يمكنهم الوصول إلى الأعلى, إلى أراضيها المسطحة والوعرة.
"ولكنني لا أرى أيّ مكان ترسو فيه السفينة," قال تور.
"سيكون ذلك سهلاً جداً," رد كولك.
"ثمّ كيف سنعبر الجزيرة؟" سأل أوكونور.
ابتسم كولك, ابتسامة شريرة.
"سوف تسبحون," قال.
للحظة, تساءل تور إذا كان يمزح, ولكن أدرك بعد ذلك من النظرة التي كانت على وجهه أنه لم يكن كذلك. خفق قلب تور.
"نسبح؟" ردد ريس, غير مصدق.
"هذه المياه تعج بالمخلوقات!" قال إيلدين.
"أوه, هذا أسهل ما في الأمر," تابع كولك. "هذا المد والجزر هو الذي يغدر بك. ستمتصك تلك الدوامات إلى الأسفل. وتحطمك الأمواج في تلك الصخور القاسية. الماء ساخن, وإذا تمكنت من عبور الصخور, سيكون عليك إيجاد وسيلة لتسلق تلك المنحدرات, لتصل إلى اليابسة. إذا لم تحصل عليك مخلوقات البحر أولاً بالطبع. مرحباً بكم في منزلكم الجديد."
وقف تور هناك مع الآخرين, على حافة السفينة, ينظرون نحو البحر وهو يشكل رغوة تحتهم. تدور المياه تحتهم كأنها شيء حي, تزداد قوة المد والجزر كل دقيقة, تهز السفينة, مما يجعل من الصعب المحافظة على توازنها. في الأسفل, تشتعل المياه باللون الأحمر المشرق المتماوج, والذي يبدو وكأنه يحتوي على دم من الجحيم نفسه. الأسوأ من ذلك كله, بينما كان تور يشاهد عن كثب, كان هناك كل بضعة أقدام وحش بحري يقترب من سطح المياه ويعكر صفوها, يرتفع إلى الأعلى, يطبق فكيه بأنيابه الطويلة ثم يعود ويغوص في الماء.
أنزلت سفينتهم المرساة فجأة, بعيداً عن الشاطئ, وارتعد تور. كان ينظر إلى الصخور التي تأطّر الجزيرة, ويتساءل كيف سيتمكنون من السباحة من هنا إلى هناك. كان صوت ارتطام الأمواج يعلو شيء فشيئاً, مما يجعل الآخرين يصرخون ليستطيع أحدهم الاستماع إلى الآخر.
بينما كان يشاهد, تم إنزال عدة زوارق تجديف صغيرة في الماء, ثم قادهم القادة العسكريون بعيداً عن السفينة, بثلاثين ياردة. إنهم لم يجعلوا الأمر أسهل, سيكون عليهم أن يسبحوا للوصول إليهم.
كان التفكير في ذلك يصيب تور بالدوار.
صرخ كولك "اقفزوا!"
لأول مرة, شعر تور بالخوف. وتساءل عما إذا كان هذا يجعله أقل من عضو من الفيلق, أو أقل من المحاربين. كان يعرف أنه ينبغي على المحاربين أن يكونوا شجعاناً في جميع الأوقات, ولكن كان عليه أن يعترف لنفسه بأنه خائفٌ الآن. كان يكره حقيقة أنه كذلك, وتمنى لو لم يكن كذلك. ولكنه كذلك.
ولكن حين التفت تور ورأى الرعب على وجوه الصبية الآخرين, شعر بشكل أفضل. وقف جميع الصبية من حوله على مقربة من حاجز السفينة, متجمدين من الخوف, يحدقون بالمياه. كان هناك صبي على وجه الخصوص خائفٌ لدرجة أنه كان يرتجف. كان الصبي من يوم الدروع, الذي كان يومها خائفاً أيضاً, الذي اضطر للركض عدة لفات.
على الأرجح أن كولك شعر بذلك, لأنه عبر السفينة نحوه. بدا كولك غير متأثراً بالرياح التي ترمي بشعره إلى الوراء, كان مقطب الحاجبين, ويبدو أنه على استعداد للتغلب على الطبيعة نفسها. جاء إلى جانبه ووجهه متجهم للغاية.
"اقفز!" صرخ كولك.
"لا!" أجاب الصبي. "لا أستطيع! لن أفعل ذلك! لا أستطيع السباحة! خذني إلى المنزل!"
مشى كولك باتجاه الصبي, بينما بدأ يتراجع بعيداً عن حافة السفينة, أمسك به من الخلف من قميصه, ورفعه بعيداً عن الأرض.
"إذا عليك أن تتعلم السباحة!" صرخ كولك بغضب شديد, ثم قذف الصبي من على الحافة, لم يستطع تور تصديق ذلك.
طار الصبي, صارخاً, بينما كان يسقط في زبد البحر. سقط بقوة, ثم طفا على السطح يضرب بيديه ويلهث.
"النجدة!" صرخ.
"ما هو القانون الأول في الفيلق؟" صرخ كولك, ملتفتاً إلى الأولاد الآخرين على السفينة, متجاهلاً الصبي في الماء.
كان تور خائفا من الإجابة الصحيحة, ولكن كان مشتتاً للغاية من جهة الصبي وغرقه ومساعدته.
"مساعدة عضو الفيلق الذي يكون في حاجة!" صرخ إيلدين.
"غير أنه ليس بحاجة للمساعدة!" صاح كولك, مشيراً إلى الصبي.
رفع الصبي ذراعيه وهو يتمايل بين الأمواج, ووقف الآخرون على سطح السفينة يحدقون, كل منهم خائف جداً من الغطس في تلك المياه.
في تلك اللحظة, حدث شيء مضحك لتور. بينما كان يركز على الصبي الذي يغرق, نسي كل شيء كان خائفاً منه. لم يعد يفكر في نفسه. حقيقة أنه قد يموت لم تعد في عقله. البحر, وحوش, والمد والجزر... كل ذلك تلاشى. كل ما كان يفكر فيه هو إنقاذ الشخص الآخر.
تقدم تور بخطوات واسعة, ثنى ركبتيه ودون تفكير, قفز عالياً في الهواء, موجهاً وجهه نحو سطح المياه الأحمر تحته.